تعرض المجتمع العراقي للعديد من الازمات السياسية والحروب مما أدى أيضا الى ظهور التنظيمات الإرهابية والقتل على الهوية التي أدت الى قتل الالاف من الشباب العراقيين بدون ذنب ، وبالتالي ولدت هذه الاحداث كم هائل من النساء الارامل اللاتي تعرضن لشتى أنواع الظلم والاضطهاد والتعنيف من الاهل او المجتمع الذي يعيشون فيه .
لذلك تم انشاء مشروع اكاديمي لتأهيل النساء الارامل من خلال الفن عامة والمسرح خاصة حيث تضمن المشروع أربعة مراحل بدءا بالمرحلة الأولى وهي مرحلة دخول النساء للمختبر المتمثل بالمسرح الاكاديمي بكل معداته والتعرف عليه ، المرحلة الثانية تضمنت تدريب النساء على شكل جلسات استمرت لمدة شهر ، بمعدل جلستين او ثلاث جلسات في الأسبوع وصولا الى نتائج المشروع اذ لاحظنا مدى تأثيره عليهم والتغيرات التي جرت على حياتهم من خلال زرع التفائل والامل لديهم بدل البؤس والحزن لمستقبل افضل ، وزرع القوة والشجاعة من اجل مواجهة الحياة من جديد وزجهم بها بشكل ومضمون جديد .
اما المرحلة الأخيرة فهي مرحلة ما بعد النتيجة وهي المرحلة المهمة جدا اذ تتبعناهن فوجدناهن نساء فاعلات في مجتمعهن قويات صاحبات قرار مارسو دورهم في الحياة من خلال اعمال مختلفة في مجال التعليم والتمريض والخياطة والعقارات الى جانب مواهبهن التي تم تنميتها من خلال المشروع في مجال التمثيل والغناء و الرسم و الاعمال الفنية ، فيكون معدل تحقيق النجاح في هذا المشروع هو 80% وذلك ان واحدة من النساء انسحبت من المشروع لظروفها الصعبة ، وأخرى لم تستجيب او تتأثر بهذا المشروع ، لذا ان هناك خمس نساء مؤهلات من اصل سبعة مارسن الحياة من جديد .
التأهيل الذاتي
نبذة مختصرة :
ان الحقيقة الازلية في الوجود هي ان لكل فرد بشري قيمة إنسانية يختلف بها عن اقرانه من الافراد الاخرين ، أيضا ان لكل انسان حضوره وصفاته ومنطلقاته الفكرية والوجدانية الخاصة به ، لذا ان كل فرد يمتلك ذاتا منفردة به وهي تعد من الركائز الأساسية في بناء الشخصية الإنسانية ، فالفرد يبدأ في تكوين هذه الذات منذ اللحظة الأولى التي يولد بها متأثرا بمحيطه وعائلته ومجتمعه كلها قيم مؤثرة في ذاته ، وعليه سوف تتحدد بأرتباط منطقي بالعادات والتقاليد والارث والمجتمع .
ولكون المرأة عنصرا أساسيا بنيت منها المجتمعات في ديمومتها وقوتها ، وتحديدا ( المرأة الارملة _ والمطلقات المعنفات _ والنساء المهجرات ) لما لهن من حضور مؤثر ومخيف في العدد والقيمة بسبب المتغيرات التي مر بها البلد من الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولدت هذه الفئات من النساء ، لذا كان على الفن عامة والمسرح خاصة من اولوياته ان يجسد تلك الموضوعات المجتمعية والدخول بين طياتها والترابط معها والبحث عن مكنونات ذاتية جديدة تؤهل سماتها النفسية والانفعالية والاهم هو اعداد توازنا نفسيا للذات الباحثة عن القيم المعرفية سوآءا كانت ( لفظية ام سلوكية ) وبين تأهيل هذه الذات ثقافيا أي إعادة بنية التكوين لها وفق مستوى العقل وقيمته وقراراته التي تعيد مستوى الوعي والتفكير لمستوياته الطبيعية وهو ما يسمى ب(اتزان الذات ) من خلال مجموعة من التجارب الاخراجية العالمية التي تؤهل هذه الذات الى مستوى افضل ..
اهداف واهمية المشروع :
1_ تسليط الضوء على مستويات الذات الإنسانية المختلفة لدى المرأة وإعادة تأهيلها وتنظيمها على وفق دراسة سلوكية مجتمعية خاصة.
2_تسليط الضوء على بعض القيود التي يفرضها المجتمع العراقي على المرأة الارملة او المطلقة او المهجرة العراقية تحديدا.
3_ يساعد المقيمين على المؤسسات في زيادة قدرتهم وفاعليتهم في عملية التأهيل الذاتي بما يحقق لهم ذواتهم وعلى ادراك ما لديهم من قدرات يستطيعون من خلالها مواجهة المجتمع.
4_الاستمراية أي ممكن ان يكون المؤهل ضمن المشروع وضمن الفريق أي بأمكانه ان يؤهل شخص اخر .
5_الانتاج أي ان يقدم المشروع دعم معنوي ومادي للمؤهل اذ يكون المؤهل منتج وصاحب رؤية للمستقبل من خلال إعادة زجة في الحياة بشكل إيجابي ومنتج.
رسالة المشروع :
تأهيل السلوك الخاص ( الذاتي ) بيئيا واجتماعيا والسلوك العقلي ( التفكير والطموح ) لغرض تأهيل النساء من حيز ما هي فيه الى المستوى الثقافي والذي بدوره يقتضي الى تغيير جميع السلوكيات التفصيلية الحياتية لهن وفق ما يمكن ان ينتج من أفعال وسلوكيات متغيرة تنتج تأهيلا عاما في محيطها العائلي ( الأبناء ) وتأهيلا خاصا او التكيف مع المجتمع وإيجاد العمل المناسب لها .
مراحل انجاز المشروع :
للوصول الى تحقيق اهداف البحث لابد من اتباع عدة خطوات مهمة بدءا من :
المرحلة الاستهلالية : وهي مرحلة التعرف على مجموعة من الخبراء المقيمين للمشروع بالصفة القبلية لها ومن ثم بدء الحوار الجدلي بين الفئة التجريبية والمقيمين من اجل التعرف الاولي لكتابة المستوى القبلي من قبل الخبراء .
المرحلة الأولى : ملاحظة الفئة المقترحة للمشروع من اجل تحديد البنية النفسية والسلوكية والفكرية وتقييم القدرات المعرفية والثقافية لديهم بما يمكن تحديد البعد التفاعلي الإنساني لديهم .
المرحلة الثانية : بعد تحديد ابعاد الشخصيات والوضع الإنساني لديهم سواء كان ( اجتماعيا ام اقتصاديا ام إنسانيا وربما نفسيا ) ضمن محددات التعامل والخصائص المتوفرة في تكوينهم الإنساني وبالتالي تؤكد المنظومة الاخراجية هنا المقترحة التي تتكون من مجموعة مسارات مهمة ومتعمقة في تكوين وتأهيل مستويات السلوك .
المرحلة الثالثة : محاولة اخضاعهم لمجموعة من التدريبات الاسلوبية المختلفة من اجل الوصول الى الغايات المعتمدة اتجاه السلوك المسرحي ومنها ما يتوفر في تأهيل قيم التفكير والوعي المدرك .
المرحلة الرابعة : تكوين حالة فنية وهي بالتالي تؤكد عمق التفكير والسلوك الاخراجي في توفير مرجعيات مهمة تجاه ما يمكن الاستفادة فيه إنسانيا في تحديد المسارات المهمة في تأهيلهن واضافة خصائص معرفية جديدة لهن من خلال المعطيات الفكرية والفلسفية الجمالية في الإخراج المسرحي .
المشرف على المشروع
د . علي عبد الله عبود الكناني
عميد كلية الفنون الجميلة _ جامعة البصرة
فريق المشروع
د.حازم عبد المجيد إسماعيل
د.سارة سلمان خالد