عميد كلية الفنون الجميلة أ.م.د علي عبدالله عبود الكناني يقدم كلمة لمناسبة ذكرى يوم العلم المصادف 24-1-2021 (العلم نبراسا تضاء به الظلمات)
تاريخ النشر : 2021-01-24 08:21:41
عدد المشاهدات : 67
تاريخ النشر : 2021-01-24 08:21:41
عدد المشاهدات : 67
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اساتذتي الافاضل
طلبة العلم الاعزاء
طاب نهاركم بكل الخير
تمر علينا اليوم الذكرى الثالثة لليوم العالمي للعلم ونحن في ظل جائحة كورونا وما افرزته من تداعيات وازمات غيرت مسار التعليم والتعلم الى مديات استثمرت التكنلوجيا الحديثة كسلاح للتحدي وكسب المعركة وتحقيق النصر المعرفي وهو ما عكسته وقفة كوادرنا التدريسية وطلبتنا على حد سواء في التحدي وتحقيق هذا النصر والعبور الى ضفة الامان .
ونحن نستذكر هذا اليوم لابد ان نشير الى العلم الذي تتجلى اهميته للفرد والمجتمع بقوله تعالى في كتابه الكريم "وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا" وهو دعاء الى الله أن يزيد الانسان علماً لم يكن الدعاء طلبا لمالاً او جاهاً إنّما طلبا لعلماً ، فالعِلم هو النبراس الذي تضاء به الظلمات ، والعِلم كما قال رسول البشرية صلّى الله عليه واله وسلّم (فريضة على كل مسلمٍ ومسلمةٍ)، لإدراكه بمكانة العِلم وأهميته في نهضة الأمة وتطورها على مر الأزمنة وتوسعة مدارك الفرد وقدرته على الفهم والإدراك والاستيعاب والتحليل والنظر إلى الموضوع أو القضية من أكثر من زاويةٍ. وفي العلوم الانسانية والاجتماعية التي تلعب دورا مهما في تنمية المجتمع ورفع قدراته وذائقته الجمالية ينبري قطاع الفنون الجميلة بتخصصاته كافة ليعلن عن نفسه رقما مهما في معادلة الحياة وتوازنها المعرفي وليشكل حضورا علميا ابداعيا لاغنى عنه .
حيث تسعى كلية الفنون الجميلة في جامعة البصرة الى تقديم قواعد للفن الاكاديمي الرصين علميا والذي يرتقي بذائقة المتلقي من خلال تقديم علم الفن الذي يلعب دورا هاما في الحفاظ على الهوية العراقية ببعديها الحضاري والثقافي . فضلا عن فتح ابواب الحوار للتبادل الفني والمعرفي مع المؤسسات الفنية والثقافية والاجتماعية في المدينة لتعزيز التنمية وترسيخ لغة الخطاب البناء لاستشراق المستقبل .
فمن خلال العلم تتبلور متطلبات خطط التنمية لخلق بيئة فنية وثقافية تنسجم مع القيم الاجتماعية الاصيلة التي ترتقي بالسلوك المجتمعي ليقدم العلم خدماته المجتمعية من خلال تقديم الاستشارات والخدمات الفنية والاكاديمية لكافة مؤسسات الدولة الحكومية والاهلية.
لذا فالعلم يكسب الفرد والمؤسسة الاحترام الذاتي والتقدير والرفعة
ويسهل على الفرد الحياة ويُطوع كل شيءٍ لخدمته من الطبيعة والتكنولوجيا فيصبح كل شيءٍ بمتناول يديه.
واخيرا نجد ان العلم يبني المجتمعات القوية والمتماسكة والمكتفية ذاتياً وهو ما نعمل عليه للحصول على فنان متعلمٍ واعٍ مثقفٍ يستطيع التقدم بالمجتمع اقتصادياً وصناعياً وحضارياً وفنيا فالعلم جزء من حضارة المجتمع وهو الوسيلة للتغلب على المشاكل التي تواجه المجتمع على الصعيد الاجتماعي والبيئي والطبيعي فالعلم يحمي المجتمع من سيطرة الأفكار والأكاذيب المضللة والعلم يجعل المجتمع يحقق الريادة في العلوم والصدارة في مراكز القوة والمال والفن ومنارة تستهدي بها الأجيال والأجيال المتعاقبة، فبالعلم والمعرفة يمكنك أن نرى العالم من حولنا بعيون مستبصره، فضلا عن الاستفادة من الوقت والحياة، وبالعلم وحده بناء الفرد والمجتمع، وبه تُصنع الحياة الراقية في الملبس والصحة والبيئة، وبه تتغير مظاهر الأشياء نحو الأفضل والأجمل .
وكل عام وعلمائنا واساتذتنا وطلبتنا بألف خير